الأحد، 19 يونيو 2011

خبز الحكومة

انه صالح المواطن الصالح ابن اسرة متوسطة الحال وليس له في السياسة لا ناقة ولا جمل ولم يحتج لغير الله عونا وسند , مرضت زوجته واعتلت واحتاجت لعلاجها بالخارج وذلك ليس لانه يحب الجو اللندني ولا لانه يشتهي الكورواسون الباريسية ولكن لانه يحب زوجته ولا يريد لها ان تمرض اكثر في مستشفيات الكويت وكما يجب ان يكون الحال ذهب صالح المواطن الصالح الى ادارة العلاج بالخارج مصطحبا التقارير الطبية والاثباتات الرسمية وحتى ( ورقة الملجة ) فقد تطلبها هذه الادارة الحكومية ولكن كما هو معروف لدينا تم رفض طلبه ارسال زوجتة للعلاج بالخارج ورأى بعينه كيف ان الحكومة ترسل البعض للراحه والاستجمام بربوع اوربا وتترك زوجته في دهاليز وزارة الصحة ومستشفياتها .
ذهب صالح المواطن الصالح الى صديقة جاسم المواطن الفاهم وشرح له ما جرى وما حصل فقال جاسم اليك خارطة الطريق والنصائح الذهبية التي تخرج المارد ليقول عبدك بين يديك اطلب وتمنى , اسمع يا صالح ونفذ وسترى المستحيل ممكن الحدوث , يا صالح ايها المواطن الصالح في بلادنا لكي ترسل للعلاج بالخارج يجب ان يتوسط لك نائب حكومي وما اكثرهم او ان تكون ابن فلان وعلان وهذا مستحيل او ان تتحزب في جماعة سياسية او ان تتطرف في طائفة دينية .
نعم وبكل اسف كلام المواطن الفاهم جاسم صحيح حكومتنا حكومة فرق تسد وهي مشكلة اساسا على المحاصصة وتعطي كل فئه كبيرة في تمثيلها بالمجلس وزيرا ولكن المواطن صالح ومن هم على شاكلته من المواطنين لا فائده منهم , وليتها تختار الافضل والاكفئ من فئات المجتمع الكبيرة ولكنها تختار المقربين منهم واكثرهم طائفية وهذا ليس للتوزير فقط بل كل المناصب القيادية من وكيل وزارة ووكيل مساعد ومدير هيئة وسفير ... الخ توزع كفواتير سياسية وحماية وتحصين لرئيس الحكومة وحتى المناقصات توزع كفواتير سياسية والخاسر الاكبر هي الكويت ووحدتها الوطنية .
اننا لا يجب ان نلقي باللوم على صالح لانه اطاع جاسم فالمظلوم يلجأ بعد ان ظلم الى اسرته او قبيلته او طائفته او جماعته السياسية ودولة المؤسسات والحرية والمساواه وتكافئ الفرص تصبح بنظره حبر على ورق وكلام عيال مدارس والخطر الاكبر على الوطن اذا لجئ المواطن صالح او غيره لجهات خارجية دفعا للظلم اللذي وقع عليه والاخطر اذا تفتت المجتمع اكثر عندها سأكون احد اللذين يصرخون بالحكومة ( خبز خبزتيه يا الرفلة اكليه ) ولكننا من ياكل خبز الحكومة !!!!